تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُ} (2)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

افتتحها تبارك وتعالى بالإخبار بألوهيته ، وأنه الإله الذي لا إله إلا هو الذي لا ينبغي التأله والتعبد إلا لوجهه ، فكل معبود سواه فهو باطل ، والله هو الإله الحق المتصف بصفات الألوهية التي مرجعها إلى الحياة والقيومية ، فالحي من له الحياة العظيمة الكاملة المستلزمة لجميع الصفات التي لا تتم ولا تكمل الحياة إلا بها كالسمع والبصر والقدرة والقوة والعظمة والبقاء والدوام والعز الذي لا يرام { القيوم } الذي قام بنفسه فاستغنى عن جميع مخلوقاته ، وقام بغيره فافتقرت إليه جميع مخلوقاته في الإيجاد والإعداد والإمداد ، فهو الذي قام بتدبير الخلائق وتصريفهم ، تدبير للأجسام وللقلوب والأرواح .