قوله تعالى : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) .
ذلك إخبار من الله جل جلاله عن ذاته أنه سبحانه متفرد بالإلهية ، والكائنات جميعهم مخلوقون ، فهو سبحانه الإله المعبود ، وما عداه من الخلائق عبيد . وهو في ذاته وجلاله حي لا يأتي عليه موت أو فناء ، وهو القيوم . أي القائم بذاته ، والقائم بتدبير الخلق والمصالح لما يحتاجون إليه في معاشهم ، بل القائم على كل نفس بما كسبت ، الشهيد على كل شيء ، فلا يغيب عنه شيء ، ولا يندّ عن علمه وقدرته وإرادته شيء{[388]} .
على أن هذه الآية واحدة من محكمات الكتاب الحكيم بما انطوت عليه من صورة جلية للتوحيد الكامل لجلال الله ، المتصف بكل صفات الكمال والجلال ، المبرأ من كل العيوب والنقصان . وفي اشتمال هذه الآية على اسم الله الأعظم أخرج الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في هاتين الآيتين ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) و ( الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) : " إن فيهما اسم الله الأعظم " {[389]} .
وكذلك في الحديث المرفوع عن أبي أمامة قال : " اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب : في ثلاث سور : البقرة وآل عمران وطه . وقد قيل : أما البقرة : ف ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ، وفي آل عمران : ( الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) . وفي طه : ( وعنت الوجوه للحي القيوم ) {[390]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.