التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُ} (2)

قوله تعالى : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) .

ذلك إخبار من الله جل جلاله عن ذاته أنه سبحانه متفرد بالإلهية ، والكائنات جميعهم مخلوقون ، فهو سبحانه الإله المعبود ، وما عداه من الخلائق عبيد . وهو في ذاته وجلاله حي لا يأتي عليه موت أو فناء ، وهو القيوم . أي القائم بذاته ، والقائم بتدبير الخلق والمصالح لما يحتاجون إليه في معاشهم ، بل القائم على كل نفس بما كسبت ، الشهيد على كل شيء ، فلا يغيب عنه شيء ، ولا يندّ عن علمه وقدرته وإرادته شيء{[388]} .

على أن هذه الآية واحدة من محكمات الكتاب الحكيم بما انطوت عليه من صورة جلية للتوحيد الكامل لجلال الله ، المتصف بكل صفات الكمال والجلال ، المبرأ من كل العيوب والنقصان . وفي اشتمال هذه الآية على اسم الله الأعظم أخرج الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في هاتين الآيتين ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) و ( الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) : " إن فيهما اسم الله الأعظم " {[389]} .

وكذلك في الحديث المرفوع عن أبي أمامة قال : " اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب : في ثلاث سور : البقرة وآل عمران وطه . وقد قيل : أما البقرة : ف ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ، وفي آل عمران : ( الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) . وفي طه : ( وعنت الوجوه للحي القيوم ) {[390]} .


[388]:- تفسير ابن كثير جـ 1 ص 308 والتفسير الكبير للرازي جـ 7 ص 169.
[389]:-تفسير ابن كثير جـ 1 ص 307.
[390]:- تفسير ابن كثير جـ 1 ص 307.