الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُ} (2)

قوله( {[9321]} ) : ( ألم الله لا إله( {[9322]} ) إلا هو ) [ 1_2 ] .

قد تقدم ذكر ( ألم ) في أول البقرة( {[9323]} ) ، وذكر ( لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) عند ذكر آية الكرسي( {[9324]} ) .

وأجاز الأخفش( {[9325]} ) كسر الميم في ( أَلمّ اللَّهُ ) لالتقاء الساكنين( {[9326]} ) .

ومن أسكن الميم وقطع فعلى نية الوقف( {[9327]} ) ، وكذلك إسكان الميم في ( أَلَمّ ذَلِكَ الكِتَابُ )( {[9328]} ) و( أَلَمّ غُلِّبَتِ الرُّومُ )( {[9329]} ) وشبههما( {[9330]} ) .

ومن فتح( {[9331]} ) فإنه حرك الميم لسكونها وسكون الياء قبلها ، ولم يكسر لاستثقال الكسر بعد الياء ، وقد( {[9332]} ) قال الفراء( {[9333]} ) : " من فتح ألقى( {[9334]} ) حركة الهمزة على الميم " ( {[9335]} ) .

وفي : " القيوم " من القراءات والمعاني( {[9336]} ) مثلما ذكر في آية الكرسي( {[9337]} ) .

وأحسن ما قيل فيه : إنه القائم على كل شيء ، الذي لا يزول( {[9338]} ) ، الدائم( {[9339]} ) .


[9321]:- (د) بسم الله الرحمن الرحيم قوله.
[9322]:- (أ): الله.
[9323]:- انظر: تفسير سورتي الفاتحة والبقرة ص 118.
[9324]:- انظر: تفسير سورتي الفاتحة والبقرة ص 845.
[9325]:- هو الأخفش الأوسط: أبو الحسن سعيد بن مسعدة البلخي توفي 215هـ عالم بالنحو واللغة والأدب. انظر: طبقات الزبيدي: 72، وإشارة التعيين: 231، وبغية الوعاة: 1/590.
[9326]:- انظر: معاني الأخفش 1/171، قال: "ولو كانت كسرت لجاز" وقد أنكر عليه الزجاج والنحاس هذا الرأي وعداه خطأ، ولا تقوله العرب لثقله. انظر: معاني الزجاج 1/373، وإعراب النحاس 1/308 ومثل ذلك قال مكي "وهو غلط لا يقاس عليه". انظر: مشكل الإعراب 1/148، وقال الزمخشري: "ما هي بمقولة". انظر: الكشاف 1/401 وعلل سيبويه امتناع الكسر في الميم بقوله "أما الميم فلا يكسر لأنهم لم يجعلوه في ألف الوصل بمنزلة غيره، ولكنهم جعلوه كبعض ما يتحرك لالتقاء الساكنين". انظر: الكتاب 4/154، على أن قراءة الكسر من القراءات الشاذة المنسوبة إلى عمرو بن عبيد في مختصر الشواذ 19، أو إلى أبي جعفر الرواسي وأبي حيوة في المحرر 3/8.
[9327]:- هذا رأي جملة من العلماء، قال الأخفش: إن هذه الحروف أُسكنت لأن الكلام ليس بمدرج". معاني الأخفس 1/167 وقال الفراء: "الهجاء موقوف في كل القرآن وليس يسمى حرفاً وإنما هو كلام جزمه نية الوقف على كل حرف منه "معاني الفراء 1/9، وقال أبو عبيدة (أَلَمّ) سكنت الألف واللام والميم لأنه هجاء، ولا يدخل حروف الهجاء إعراب" مجاز القرآن 1/28. وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد، وعاصم الجحدري، وأبو جعفر الرواسي (أَلَمّ)، الله بقطع الألف، انظر: إعراب النحاس 1/307 والقطع 211.
[9328]:- البقرة آية 1-2.
[9329]:- الروم آية 1.
[9330]:- (أ) (ج) (د) وشبهها.
[9331]:- الفتح قراءة الجمهور. انظر: السبعة: 200، وقد ناقش مكي المسألة فانتهى إلى ثلاثة آراء ملخصها: أ- أنها فتحت لسكونها وسكون ما بعدها، ب- أنها فتحت لسكونها وسكون الياء قبلها، ج- أنها ألقيت عليها حركة الألف من اسم الله جل ذكره. انظر: الكشف 1/35. وقد رجح ابن الأنباري الرأي الثاني وانتقد ما عداه. انظر: البيان في غريب الإعراب 1/189.
[9332]:- (د): فقد.
[9333]:- هو أبو زكرياء يحيى بن زياد الفراء توفي 207 هـ عالم باللغة والنحو والأدب. انظر: طبقات الزبيدي: 131. وإشارة التعيين 379. ومعجم الأدباء 20/9، وبغية الوعاة 2/333.
[9334]:- (ب)، (د): القا.
[9335]:- انظر: معاني الفراء 1/9 وقد انتقد ابن الأنباري هذا الرأي واعتبره فاسداً. انظر: البيان في غريب الإعراب 1/189.

[9336]:- (أ): المعنا.
[9337]:- تفسير سورتي الفاتحة والبقرة 845.
[9338]:- انظر: جامع البيان 3/163، والعمدة: 96 والمفردات: 431.
[9339]:- (د): والدائم.