وقوله تعالى : { الحي القيوم } هو الحي بذاته ، وكل حي سواه حي [ بحياة هي حياة ]{[5]} غيره . فإذا كان هو حيا بذاته لم يوصف بالتغاير والزوال ، ولما كان [ كل ]{[6]} حي سواه حيا{[7]} بغيره احتمل التغاير والزوال ، وكانت{[8]} الحياة عبارة يوصف بها من عظم{[9]} شأنه ، وشرف أمره عند الخلق . ألا ترى أن الله تعالى وصف الأرض بالحياة عند إنباتها لما يعظم قدرها ، وتشرف منزلتها عند الخلق عند النبات ، وكذلك المؤمن حي{[10]} لعلو قدره عند الناس ، [ والكافر ميت{[11]} لدون منزلته عند الناس ]{[12]} ، فكذلك سبحانه سمى [ نفسه ]{[13]} حيا لعظمته وجلاله وكبريائه . وعلى [ هذا ]{[14]} يخرج قوله في الشهداء حيث قال : { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء } [ البقرة : 154 ] أي مكرمون معظمون مشرفون عند ربهم .
وقوله تعالى : { القيوم } ؛ قال بعضهم : هو القائم على كل نفس بما كسبت ، وقال آخرون : { القيوم } الحافظ . وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه : هو القيام . كله يرجع إلى واحد : القائم والقيوم والقيام ؛ يقال : فلان قائم على أمر فلان ؛ أي يحفظه حتى لا يغيب عنه من أمره . وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : ( إن اسم الله الأعظم { الحي القيوم } ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.