تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُ} (2)

1

وقوله تعالى : { الحي القيوم } هو الحي بذاته ، وكل حي سواه حي [ بحياة هي حياة ]{[5]} غيره . فإذا كان هو حيا بذاته لم يوصف بالتغاير والزوال ، ولما كان [ كل ]{[6]} حي سواه حيا{[7]} بغيره احتمل التغاير والزوال ، وكانت{[8]} الحياة عبارة يوصف بها من عظم{[9]} شأنه ، وشرف أمره عند الخلق . ألا ترى أن الله تعالى وصف الأرض بالحياة عند إنباتها لما يعظم قدرها ، وتشرف منزلتها عند الخلق عند النبات ، وكذلك المؤمن حي{[10]} لعلو قدره عند الناس ، [ والكافر ميت{[11]} لدون منزلته عند الناس ]{[12]} ، فكذلك سبحانه سمى [ نفسه ]{[13]} حيا لعظمته وجلاله وكبريائه . وعلى [ هذا ]{[14]} يخرج قوله في الشهداء حيث قال : { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء } [ البقرة : 154 ] أي مكرمون معظمون مشرفون عند ربهم .

وقوله تعالى : { القيوم } ؛ قال بعضهم : هو القائم على كل نفس بما كسبت ، وقال آخرون : { القيوم } الحافظ . وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه : هو القيام . كله يرجع إلى واحد : القائم والقيوم والقيام ؛ يقال : فلان قائم على أمر فلان ؛ أي يحفظه حتى لا يغيب عنه من أمره . وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : ( إن اسم الله الأعظم { الحي القيوم } ) .


[5]:- من ط ع، في الأصل: ذا.
[6]:- نفسه.
[7]:- لم تدرج مقدمة المصنف في ط م.
[8]:- في ط ع: الحق.
[9]:- في ط م: ليكون.
[10]:-في ط ع: نقصانا.
[11]:- في ط م: خاص.
[12]:- في النسخ الثلاث: يمكن.
[13]:- في ط م: التكبير.
[14]:- في ط ع: معه، ساقطة من الأصل.