بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ أَفۡتِنَا فِي سَبۡعِ بَقَرَٰتٖ سِمَانٖ يَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافٞ وَسَبۡعِ سُنۢبُلَٰتٍ خُضۡرٖ وَأُخَرَ يَابِسَٰتٖ لَّعَلِّيٓ أَرۡجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (46)

فلما جاء إلى يوسف في السجن ، ودخل عليه ، واعتذر إليه بما أنساه الشيطان ذكر ربه ، وقال : { يُوسُفُ أَيُّهَا الصديق } والصديق كثير الصدق : يعني : أيها الصادق فيما عبرت لنا { أَفْتِنَا فِى سَبْعِ بقرات سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ } هزلى { وَسَبْعِ سنبلات خُضْرٍ وَأُخَرَ يابسات لَّعَلّى أَرْجِعُ إِلَى الناس } يعني : إلى أهل مصر { لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ } قَدْرك ، ومنزلتك . ويقال : إلى الناس ، يعني إلى الملك ، لكي يعلم مكانك ، فيكون ذلك سبباً لخلاصك إذا علم تعبير رؤياه . فعبر يوسف ورؤياه وهو في السجن ، فقال : أما السبع البقرات السمان ، فهي سبع سنين خصب . أما السبع العجاف ، فهي سبع سنين شدة وقحط ، ولا يكون في أرض مصر البر . وأما السبع السنبلات الخضر ، فهي الخصب ، واليابسات هي القحط .