نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ أَفۡتِنَا فِي سَبۡعِ بَقَرَٰتٖ سِمَانٖ يَأۡكُلُهُنَّ سَبۡعٌ عِجَافٞ وَسَبۡعِ سُنۢبُلَٰتٍ خُضۡرٖ وَأُخَرَ يَابِسَٰتٖ لَّعَلِّيٓ أَرۡجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (46)

قال ابن عباس رضي الله عنهما{[41615]} : ولم يكن السجن في المدينة ، فأتاه{[41616]} فقال الساقي المرسل بعد وصوله إليه منادياً له بنداء{[41617]} القرب تحبباً إليه : { يوسف } وزاد في التحبب بقوله : { أيها الصديق } أي البليغ في الصدق والتصديق لما يحق تصديقه بما جربناه منه ورأيناه{[41618]} لائحاً عليه { أفتنا } أي اذكر لنا الحكم { في سبع }{[41619]} وميز العدد بجمع السلامة الذي هو للقلة - كما مضى لما مضى - فقال{[41620]} : { بقرات سمان } أي رآهن الملك { يأكلهن سبع } أي من البقر { عجاف } أي مهازيل جداً { و } في{[41621]} { سبع سنبلات } جمع سنبلة ، وهي مجمع الحب من الزرع { خضر و } في سبع { أخر } أي{[41622]} من السنابل { يابسات } وساق{[41623]} جواب السؤال سياق الترجي إما جرياً على عوائد العقلاء في عدم البتّ في الأمور المستقبلة ، وإما لأنه ندم بعد إرساله خوفاً من أن يكون التأويل شيئاً لا يواجه به الملك ، فعزم على الهرب - على هذا التقدير ، وإما استعجالاً ليوسف عليه الصلاة والسلام بالإفتاء ليسرع{[41624]} في{[41625]} الرجوع ، فإن الناس في غاية التلفت إليه ، فقال : { لعلي أرجع إلى الناس } قبل مانع يمنعني .

ولما كان تصديقهم ليوسف عليه الصلاة والسلام وعلمهم{[41626]} بعد ذلك بفضله{[41627]} وعملهم بما أمرهم به مظنوناً ، قال{[41628]} : { لعلهم يعلمون * } أي ليكونوا على رجاء من أن يعلموا فضلك أو ما يدل ذلك عليه من خير أو{[41629]} شر فيعملوا{[41630]} لكل حال ما يمكنهم عمله ،


[41615]:راجع لباب التأويل 3/234.
[41616]:سقط من ظ.
[41617]:في ظ و م ومد: نداء.
[41618]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: أريناه.
[41619]:سقط ما بين الرقمين من م.
[41620]:سقط ما بين الرقمين من م.
[41621]:في ظ: إلى.
[41622]:زيد من م ومد.
[41623]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: سياق.
[41624]:من م، وفي الأصل و ظ ومد: يشرع.
[41625]:سقط من ظ و م ومد.
[41626]:من م، وفي مد: لحكمهم.
[41627]:من م، وفي مد: تفضله.
[41628]:زيد ما بين الحاجزين من م ومد.
[41629]:من م، وفي الأصل و ظ ومد "و".
[41630]:في مد: فيعلموا.