بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ ٱئۡتُونِي بِهِۦۖ فَلَمَّا جَآءَهُ ٱلرَّسُولُ قَالَ ٱرۡجِعۡ إِلَىٰ رَبِّكَ فَسۡـَٔلۡهُ مَا بَالُ ٱلنِّسۡوَةِ ٱلَّـٰتِي قَطَّعۡنَ أَيۡدِيَهُنَّۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيۡدِهِنَّ عَلِيمٞ} (50)

فرجع الساقي إلى الملك ، وأخبره بذلك ، { وَقَالَ الملك ائتونى بِهِ } قال بعضهم : كان الملك رأى الرؤيا ، ونسيها ، فأتاه يوسف ، فأخبره بما رأى ، وأخبره بتفسيره . ولكن في ظاهر الآية ، أن الملك كان ذاكراً لرؤياه ، وأن يوسف عبّر رؤياه وهو في السجن . قبل أن ينتهي إلى الملك { وَقَالَ الملك ائتونى بِهِ } يعني : بيوسف { فَلَمَّا جَاءهُ الرسول } برسالة الملك ، أنَّ الملك يدعوك { قَالَ } يوسف للرسول { ارجع إلى رَبّكَ } يعني : إلى سيدك وهو الملك { فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النسوة *** التى **قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ } يعني : سله حتى يتبيّن أني مظلوم في حبسي أو ظالم { إِنَّ رَبّى بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ } يعني : إن سيدي وخالقي ، عالم بما كان منهن . قال : حدّثنا الخليل بن أحمد . قال : حدّثنا إبراهيم الدبيلي . قال : حدّثنا أبو عبيد الله ، عن سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لَوْلا الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَ يُوسُفُ { لِلَّذِى ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مّنْهُمَا اذكرنى عِندَ رَبّكَ } ما لَبِثَ فِي السِّجْنِ طُولَ مَا لَبَثَ وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنْ يُوسُفَ وَكَرَمِهِ ، وصَبْرِهِ ، وَاللَّهِ لَوْ كُنْتُ أنا الَّذِي دُعِيتُ إلى الخُرُوجِ لَبَادَرْتُهُمْ إلى البَابِ ، وَلكِنْ أَحَبَّ أنْ يَكُونَ لَهُ العُذْرُ بِقَوْلِهِ { فَلَمَّا جَاءهُ الرسول قَالَ ارجع إلى رَبّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النسوة *** التى **قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ } » قال ابن عباس لو خرج يوسف حين دعي ، لم يزل في قلب الملك منه شيء . فلذلك { قَالَ ارجع إلى رَبّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النسوة } .