فأتى السجن فقال يا { يوسف أيها الصديق } إنما سماه صديقا لأنه لم يجرب عليه كذبا قط والصديق الكثير الصدق والذي لم يكذب قط ، وقيل لأنه صدق في تعبير رؤياه التي رآها في السجن ، وجملة مجيء الرسول ليوسف عليه السلام في السجن أربع مرات هذه أولاها .
{ أفتنا } أي أخبرنا وبين لنا ، { في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات } وترك ذكر الرؤيا اكتفاء بما هو واثق به من فهم يوسف عليه السلام بأن ذلك رؤيا وأن المطلوب منه تعبيرها .
ولما عاين علو رتبته عليه السلام في الفضل عبر عن ذلك بالافتاء ولم يقل كما قال هو وصاحبه أولا نبئنا بتأويله وفي قوله أفتنا مع أنه المستفتي وحده إشعار بأن الرؤيا ليست له بل لغيره ممن له ملابسة بأمور العامة ، وإنه في ذلك معبر وسفير كما آذن بذلك حيث قال { لعلي أرجع إلى الناس } أي إلى الملك ومن عنده من الملأ بتأويل هذه الرؤيا أو إلى أهل البلد إذ قيل إن السجن لم يكن فيه .
{ لعلهم يعلمون } ما تأتي به من تأويل هذه الرؤيا أو يعلمون فضلك ومنزلتك ومعرفتك لفن الرؤيا وإنما لم يبت الكلام فيها لأنه لم يكن جازما بالرجوع فربما اخترمته المنية دونه ولا يعلمهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.