بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَا بَيِّنَٰتٖ قَالُواْ مَا هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّفۡتَرٗى وَمَا سَمِعۡنَا بِهَٰذَا فِيٓ ءَابَآئِنَا ٱلۡأَوَّلِينَ} (36)

قوله عز وجل : { فَلَمَّا جَاءهُم موسى بئاياتنا بينات } يعني : جاء إلى فرعون وقومه بعلاماتنا ، وذكر في رواية مقاتل أن فرعون لم يأذن لهما إلى سنة . وقال في رواية السدي وغيره : أنه لما جاء إلى الباب ، لم يأذن له البواب ، فضرب عصاه على باب فرعون ضربة ، ففزع من ذلك فرعون وجلساؤه ، فدعا البواب وسأله ، فأخبره أن بالباب رجلاً يقول : أنا رسول رب العالمين ، فأذن له . فدخل فأدى الرسالة وأراهم العلامة . فقالوا هذا سحر ، فذلك قوله عز وجل : { قَالُواْ مَا هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى } يعني : ما هذا الذي جئت به إلا كذب مختلق يعني : الذي جئت به ما هو إلا سحر قد اختلقته من ذات نفسك { وَمَا سَمِعْنَا بهذا فِى ءابَائِنَا الأولين *** وَقَالَ مُوسَى } قرأ ابن كثير بغير واو . وقرأ الباقون بالواو ، فمن قرأ بالواو ، فهو عطف جملة على جملة ، ومن قرأ بغير واو ، فهو استئناف