بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي فَأَوۡقِدۡ لِي يَٰهَٰمَٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجۡعَل لِّي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (38)

{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ } لأهل مصر { فِرْعَوْنُ ياأيها الملا مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إله غَيْرِى } فلا تطيعوا موسى وهذه إحدى كلمتيه التي أخذه الله بهما . والأخرى . { فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعلى } [ النازعات : 24 ] . ثم قال : { فَأَوْقِدْ لِى ياهامان ياهامان عَلَى الطين } أي : أوقد النار على اللبن حتى يصير آجراً . قال مقاتل : وكان فرعون أول من طبخ الآجر وبنى به { فاجعل لّي صَرْحاً } أي : قطراً طويلاً منه ، وهو المنارة { لَّعَلّي أَطَّلِعُ } السماء { إلى إله موسى } يعني : وأقف عليه ، فبنى الصرح ، وكان بلاطه خبث القوارير ، وكان الرجل لا يستطيع القيام عليه من طوله مخافة أن تنسفه الرياح ، وكان طوله في السماء خمسة آلاف ذراع ، وعرضه ثلاثة آلاف ذراع ، فلما فرغ من بنائه جاء جبريل عليه السلام فضرب جناحه على الصرح ، فهدمه ثم قال تعالى : { وَإِنّي لأظُنُّهُ مِنَ الكاذبين } أي : أحسب موسى بما يقول أن في السماء إلهاً من الكاذبين .