ثم ذكر لهم دلالة أخرى ليعتبروا بها ، فقال عز وجل : { وَآيَةٌ لَّهُمُ الليل } يعني : علامة وحدانيته الليل { نَسْلَخُ مِنْهُ النهار } يعني : نخرج ونميز منه النهار { فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ } يعني : داخلون في الظلمة . ويقال : يبقون في الظلمة . ويقال : إن الله خلق الدنيا مظلمة .
ثم قال : { والشمس } سراجاً ، فإذا طلعت الشمس ، صارت الدنيا مضيئة . وإذا غربت الشمس ، بقيت الظلمة . كما كانت ، وهو قوله تعالى :
{ نَسْلَخُ مِنْهُ النهار } يعني : ننزع الضوء منه { فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ } يعني : يبقون في الظلمة . ويقال : نسلخ الليل . يعني : نخرج منه النهار إخراجاً لا يبقى منه شيء من ضوء النهار ، كما نسلخ الليل من النَّهَار ، فكذلك نسلخ النهار من الليل . فكأنه يقول : الليل نسلخ منه النهار ، والنهار نسلخ منه الليل ، فاكتفى بذكر أحدهما ؛ لأن في الكلام دليلاً . وقد ذكر في آية أخرى قال : { خَلَقَ السماوات والأرض بالحق يُكَوِّرُ الليل عَلَى النهار وَيُكَوِّرُ النهار عَلَى الليل وَسَخَّرَ الشمس والقمر كُلٌّ يَجْرِى لأجلٍ مُّسَمًّى أَلا هُوَ العزيز الغفار } [ الزمر : 5 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.