بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَءَايَةٞ لَّهُمۡ أَنَّا حَمَلۡنَا ذُرِّيَّتَهُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ} (41)

ثم قال عز وجل : { وَآية لَّهُمُ } يعني : علامة لكفار مكة على معرفة وحدانية الله تعالى ، { أَنَّا حَمَلْنَا ذُرّيَّتَهُمْ } يعني : آباءهم ، واسم الذرية يقع على الآباء والنسوة ، والصبيان ، وأصله الخلق ، كقوله عز وجل : { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الجن والإنس لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ أولئك كالأنعام بَلْ هُمْ أَضَلُّ أولئك هُمُ الغافلون } [ الأعراف : 179 ] يعني : خلقنا . ويقال : { ذُرّيَّتُهُم } خاصة .

ثم قال : { في الفلك المشحون } يعني : في سفينة نوح عليه السلام الموقرة المملوءة . يعني : حملنا ذريتهم في أصلاب آبائهم قرأ نافع وابن عامر : { ذُرّياتِهِمْ } بلفظ الجماعة . وقرأ الباقون : { ذُرّيَّتُهُم } وأراد به الجنس .