قوله : { وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ ( 37 ) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ( 38 ) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ( 39 ) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } .
هذه جملة بينات كبريات ، ودلائل عظيمات على وجود الصانع العليم المقتدر . وهي آيات من الكون والطبيعة تزجي بالبرهان المستبين على أن الله حق ، وأنه موجد الوجود وصانع الأشياء جميعا . يتجلّى ذلك في هذه الآيات القليلة ذات النظْم الرصين المعجز في عظيم إيقاعه وبالغ تأثيره ، وفي مضمونه العجيب مما انطوى عليه من حقائق كونية ما كانت تتصوره الأذهان الماضية ولا كانت تحلم به الأمم الخالية . لكن القرآن سبق الأجيال والأدهار والأذهان وسائر التصورات في التنبيه على مثل هذه الحقائق العظيمة المركوزة في سن هذا الكون الحافل المنتظم ، الكون المعمور الرتيب . لا جرم أن القرآن معجز ، وأنه من لدن إله قادر حكيم .
قوله : { وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ } { نَسْلَخُ } ، استعارة بديعة ؛ شبَّه فيها انكشاف ظلمة الليل بكشط الجلد عن الشاة{[3903]} ، والسلخ معناه الكشط والنزع . سلخ الله الليل من النهار ؛ أي استله فانسلخ . {[3904]}
والمعنى : وعلامة لهم على عظمة الصانع الحكيم ، أنه يخرج النهار من الليل إخراجا حتى لا يبقى مع شيء من ضوء النهار . وذلك كبيت بسراج فإذا غاب السراج أو انطفأ أظلم البيت .
وقوله : { فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ } أي : داخلون في الظلام . نقول : أعتمنا وأسحرنا ، يعني دخلنا في العتمة وفي السَّحَر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.