يقول الله تعالى : { سَيُهْزَمُ الجمع } يعني : سيهزم جمع أهل مكة في الحرب { وَيُوَلُّونَ الدبر } يعني : ينصرفون من الحرب ، منهزمين . يعني : به : يوم بدر ، وفي هذا علامة من علامات النبوة ، لأن هذه الآية نزلت بمكة ، وأخبرهم أنهم سيهزمون في الحرب ، فكان كما قال . وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، أن عمر رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية : { سَيُهْزَمُ الجمع وَيُوَلُّونَ الدبر } فكنت لم أعلم ما هي ، وكنت أقول : أي جمع يهزم ؟ فلما كان يوم بدر ، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثبت في الدرع ، ويقول : «سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلَّوْنَ الدُّبَر » وقال الزجاج : «ويولون الدبر » يعني : الإدبار ، كقوله تعالى : { لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يقاتلوكم يُوَلُّوكُمُ الأدبار ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } [ آل عمران : 111 ] لأن اسم الواحد يدل على الجمع ، وكذلك قوله تعالى : { إِنَّ المتقين في جنات وَنَهَرٍ } [ القمر : 54 ] أي : أنهار . وذكر عن الفراء أنه قال : إنما وحّد لأنه رأس آية تقابل بالتوحيد رؤوس الآي . وكذلك في الدبر ، لموافقته رؤوس الآي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.