بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ} (49)

ثم قال : { إِنَّا كُلَّ شَيء خلقناه بِقَدَرٍ } يعني : خلقنا لكل شيء شكله مما يوافقه . وروي عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : هذه الآية نزلت في أهل القدر { يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النار على وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيء خلقناه بِقَدَرٍ } وقال محمد بن كعب القرظي : { إِنَّا كُلَّ شَيء خلقناه بِقَدَرٍ } نزلت تعبيراً لأهل القدر . قال أبو الليث : حدّثنا أبو جعفر . قال : حدّثنا أبو القاسم ، حدّثنا محمد بن الحسن ، حدّثنا سفيان عن وكيع ، عن زياد بن إسماعيل ، عن محمد بن عبادة ، عن أبي هريرة قال : جاء مشركو قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في القدر ، فنزلت الآية { يَوْمَ يُسْحَبُونَ في النار على وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيء خلقناه بِقَدَرٍ } وروى الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : { إِنَّا كُلَّ شَيء خلقناه بِقَدَرٍ } قال : خلق لكل شيء من خلقه ما يصلحهم من رزق ، ومن الدواب ، وخلق لدواب البر ، ولغيرها من الرزق ما يصلحها ، وكذلك لسائر خلقه .