فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{سَيُهۡزَمُ ٱلۡجَمۡعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ} (45)

فرد الله سبحانه عليهم بقوله :{ سيهزم الجمع } أي : جمع كفار مكة أو كفار العرب على العموم ؛ قرأ الجمهور بالتحتية مبنيا للمفعول ؛ وقرئ بالنون وكسر الزاي ونصب الجمع ، وقرئ بالتحتية مبنيا للفاعل ، وبالفوقية على الخطاب مبنيا للفاعل { ويولون الدبر } قرأ الجمهور بالتحتية ، وقرئ بالفوقية على الخطاب ، والمراد بالدبر الجنس ، وهو في معنى الإدبار ، وقيل : وحد لأجل رؤوس الآي ، وقيل : في الإفراد إشارة إلى أنهم في التولية والهزيمة كنفس واحدة فلا يتخلف أحد عن الهزيمة ، ولا يثبت أحد للزحف ، فهم في ذلك كرجل واحد وقد هزمهم الله يوم بدر وولوا الأدبار وقتل رؤساء الشرك ، وأساطين الكفر فلله الحمد وهذه من علامات النبوة ، قال ابن عباس : كان ذلك يوم بدر ، قالوا : نحن جميع منتصر ، فنزلت هذه الآية .