بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّ هَٰذِهِۦ تَذۡكِرَةٞۖ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ سَبِيلًا} (19)

ثم قال : { إِنَّ هذه تَذْكِرَةٌ } يعني : هذه الصورة موعظة { فَمَن شَاء اتخذ إلى رَبّهِ سَبِيلاً } يعني : من أراد أن يؤمن ويتخذ بذلك التوحيد إلى ربه مرجعاً فليفعل وقال أهل اللغة في قوله : السماء منفطر به ولم يقل منفطرة به فالتذكير على وجهين : أحدهما : أنه انصرف إلى المعنى ومعنى السماء السقف كقوله { وَجَعَلْنَا السماء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آياتها مُعْرِضُونَ } [ الأنبياء : 32 ] ، والثاني : أن معناه السماء ذات الانفطار كما يقال امرأة مرضع أي : ذات رضاع على وجه النسب . ويقال : قوله السماء منفطر به يعني : فيه شيء في يوم القيامة ، ويقال : يعني : بالله تعالى يعني : من هيبته . قوله تعالى : { إِنَّ هذه تَذْكِرَةٌ } يعني : إن هذه الآيات التي ذكرت موعظة بليغة { فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً } يعني : من شاء أن يرغب فليرغب فقد أمكن له لأنه أظهر الحجج والدلائل .