{ قاتلوا الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالله } ، يعني : لا يصدقون بتوحيد الله ، { وَلاَ باليوم الآخر } بالبعث بعد الموت ، { وَلاَ يُحَرِمُونَ مَا حَرَّمَ الله وَرَسُولُهُ } ، في التوراة والإنجيل والقرآن ، { وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحق } ، يقول : لا يخضعون لدين الحق ، ولا يقرون بشهادة لا إله إلا الله . ومعناه لا يؤمنون بالله إيمان الموحدين ، لأن أهل الكتاب كانوا يقرون بالله ، ولكنهم قالوا : لله ولد ؛ وأقروا بالبعث ، ولكنهم لا يقرون لأهل الجنة بالنعمة ، لأنهم لا يقرون بالأكل والشرب والجماع . فليس يدينون دين الحق ، يعني : دين الإسلام ؛ ويقال : دين الله تعالى ، لأن الله تعالى هو الحق ، فأمر الله تعالى بقتلهم إلا أن يعطوا الجزية . وهو قوله تعالى : { حتى يُعْطُواْ الجزية عَن يَدٍ وَهُمْ صاغرون } ؛ قال بعضهم : عن قهر وذلّ ، كما يقال : اليد في هذا لفلان ، يعني : الأمر النافذ لفلان . ويقال : { عَن يَدٍ } ، يعني : عن إنعام عليهم بذلك ، لأن قبول الجزية وترك أنفسهم يد ونعمة عليهم . ويقال : عن اعتراف المسلمين بأن أيديهم فوق أيديهم . ويقال : { عَن يَدٍ } يعني : عن قيام يمشون بها صاغرين تؤخذ من أيديهم . وقال الأخفش : يعني : كرهاً . { وَهُمْ صاغرون } ، يعني : ذليلين .
قال الفقيه : قتال الكفار على ثلاثة أنواع : في وجه ، يقاتلون حتى يسلموا ولا يقبل منهم إلا الإسلام ، وهم مشركو العرب والمرتدون من الأعراب أو من غيرهم ؛ وفي وجه آخر ، يقاتلون حتى يسلموا أو يعطوا الجزية ؛ وهم اليهود والنصارى والمجوس ؛ فأما اليهود والنصارى بهذه الآية ، وأما المجوس بالخبر ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : « سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الكِتَابِ » وفي الوجه الثالث ، واختلفوا فيه ، وهم المشركون من غير العرب وغير أهل الكتاب ، مثل الترك والهند ونحو ذلك ، في قول الشافعي : لا يجوز أخذ الجزية منهم ، وفي قول أبي حنيفة وأصحابه : يجوز أخذ الجزية منهم ، كما يجوز من المجوس ، لأنهم من غير العرب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.