فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ءَآلۡـَٰٔنَ وَقَدۡ عَصَيۡتَ قَبۡلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (91)

{ الآن } أي فقيل له أتؤمن من الآن وقد اختلف من القائل لفرعون بهذه المقالة فقيل هي من قول الله سبحانه وقيل من قول جبريل وقيل من قول ميكائيل وقيل من قول فرعون قال ذلك في نفسه لنفسه ، والمعنى إنكار الإيمان منه عند أن ألجمه الغرق ، والمقصود التقريع والتوبيخ له ، قال ابن عباس : لم يقبل الله إيمانه عند نزول العذاب به وقد كان في مهل ، والإيمان والتوبة عند اليأس لا يقبل { وقد عصيت قبل } تأكيد لهذا المقصود والجملة حالية أي وقد أيست من نفسك ولم يبق لك اختيار والإيمان في هذه الحالة لا يفيد يعني الآن تتوب وقد ضيعت التوبة في وقتها وآثرت دنياك الفانية على الآخرة الباقية { وكنت من المفسدين } في الأرض بضلالك عن الحق وإضلالك لغيرك .