فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُواْ لَئِنۡ أَكَلَهُ ٱلذِّئۡبُ وَنَحۡنُ عُصۡبَةٌ إِنَّآ إِذٗا لَّخَٰسِرُونَ} (14)

{ قالوا } جوابا عن عذره الثاني وهو قوله أخاف أن يأكله الذئب وأما عذره الأول وهو قوله إني ليحزنني فلم يجيبوا عنه إما لكون الحزن زمنه قصيرا لانقضائه برجوعهم وإما لأنه ليس غرضهم إزالة الحزن عنه بل إيقاعه فيه والثاني هو المتعين { لئن أكله الذئب } اللام هي الموطئة للقسم والمعنى والله لئن أكله الذنب { و } الحال إنا { نحن عصبة } جماعة كثيرة عشرة رجال .

{ إنا إذا } أي في ذلك الوقت وهو أكل الذئب له { لخاسرون } لهالكون ضعفا وعجزا أو مستحقون للهلاك لعدم الإعتداد بنا وانتفاء القدرة عن أيسر شيء وأقله أو مستحقون لأن يدعى علينا بالخسارة والدمار ، وقيل معناه لجاهلون حقه وهذه الجملة جواب القسم المقدر في الجملة التي قبلها .