السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالُواْ لَئِنۡ أَكَلَهُ ٱلذِّئۡبُ وَنَحۡنُ عُصۡبَةٌ إِنَّآ إِذٗا لَّخَٰسِرُونَ} (14)

{ قالوا } مجيبين عن الثاني بما يلين الأب لإرساله مؤكدين لتطييب خاطره دالين على القسم بلامه { لئن أكله الذئب ونحن } ، أي : والحال أنَّا { عصبة } ، أي : جماعة عشرة رجال بمثلهم تعصب الأمور وتكفى الخطوب ، وأجابوا عن القسم بما أغنى عن جواب الشرط بقولهم { إنّا إذاً } ، أي : إذا كان هذا { لخاسرون } ، أي : كاملون في الخسارة ؛ لأنا إذا ضيّعنا أخانا فنحن لما سواه من أموالنا أشد تضييعاً ، وأعرضوا عن جواب الأول ؛ لأن حقدهم وغيظهم كان بسبب العذر الأوّل وهو شدّة حبه له ، فلما سمعوا ذلك المعنى تغافلوا عنه وأقله أن يقولوا : ما وجه الشح بفراقه يوماً والسماح بفراقنا كل يوم . وقرأ الذيب ورش والسوسي والكسائي بإبدال الهمزة ياء وقفاً ووصلاً ، وحمزة وقفاً لا وصلاً ، والباقون بالهمزة وقفاً ووصلاً .