فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ هِيَ حَسۡبُهُمۡۚ وَلَعَنَهُمُ ٱللَّهُۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّقِيمٞ} (68)

( وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار ) يقال وعده في الخير والشر ، والاختلاف إنما هو بالمصدر . فمصدر الأول وعد ومصدر الثاني وعيد . فاستعمل وعد في الشر كما هنا وفي الخير فيما سيأتي في قوله : ( وعد الله المؤمنين ) .

ثم بين مآل حال أهل النفاق والكفر بأن لهم ( نار جهنم خالدين ) أي يصلونها مقيمين ( فيها ) مقدرين الخلود ( هي ) أي النار ( حسبهم ) أي كافيهم جزاء وعقابا لا يحتاجون إلى زيادة على عذابها ( ولعنهم الله ) أي ومع ذلك فقد طردهم عن بابه وأبعدهم عن رحمته ( ولهم عذاب مقيم ) أي نوع آخر من العذب غير النار دائم لا ينفك عنهم كالزمهرير أو عذاب في الدنيا وهو ما يقاسونه من تعب النفاق إذ هم دائما في حذر من أن يطلع المسلمون على نفاقهم .