فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ} (66)

ثم قال : { لا تعتذروا } نهيا لهم عن الاشتغال بالاعتذارات الباطلة فإن ذلك غير مقبول منهم .

وقد نقل الواقدي عن أئمة اللغة أن معنى الاعتذار محو أثر الذنب وقطعه من قولهم اعتذر المنزل إذا درس ، واعتذرت المياه إذا انقطعت { قد كفرتم } أي أظهرتم الكفر بما وقع منكم من الاستهزاء المذكور ، وفيه أن محمدا يزعم أنه ترك في أصحابنا قرآنا وإنما هو قوله وكلامه ، فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على قولهم { بعد إيمانكم } أي بعد إظهاركم الإيمان مع كونكم تبطنون الكفر .

{ إن نعف عن طائفة منكم } وهم من أخلص الإيمان وترك النفاق وتاب عنه كجحش بن حمير .

قال الزجاج : الطائفة في اللغة الجماعة ، قال ابن الأنباري : ويطلق لفظ الجمع على الواحد العرب { نعذب طائفة بأنهم } أي بسبب أنهم { كانوا مجرمين } مصرين على النفاق لم يتوبوا منه .