{ المنافقون } وكانوا ثلثمائة { والمنافقات } وكن مائة وسبعين { بعضهم من بعض } أي متشابهون في الدين كأبعاض الشيء الواحد ، ذكر ههنا جملة أحوال المنافقين وأن ذكورهم في ذلك كإناثهم وأنهم متناهون في النفاق والبعد عن الإيمان ، وفيه إشارة إلى نفي أن يكونوا من المؤمنين ورد لقولهم { ويحلفون بالله إنهم لمنكم } .
ثم فصل ذلك المجمل ببيان مضادة حالهم لحال المؤمنين فقال : { يأمرون } أي يأمر بعضهم بعضا { بالمنكر } هو كل قبيح عقلا أو شرعا { وينهون عن المعروف } هو كل حسن عقلا أو شرعا ، قال الزجاج : هذا متصل بقوله يحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ، أي ليسوا من المؤمنين ولكن بعضهم من بعض ، أي متشابهون في الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف .
{ ويقبضون أيديهم } أي يشحون فيما ينبغي إخراجه من المال في الصدقة والصلة والجهاد ، فالقبض كناية عن الشح كما أن البسط كناية عن الكرم { نسوا الله فنسيهم } النسيان الترك ، أي تركوا ما أمرهم به فتركهم من رحمته وفضله أو تركوا ذكر الله وعبادته فترك الله ذكرهم فيمن ذكرهم بالرحمة والإحسان . لأن النسيان الحقيقي لا يصح إطلاقه على الله سبحانه ، وإنما أطلق عليه هنا من باب المشاكلة المعروفة في علم البيان ، فهو مجاز مرسل .
ثم حكم عليهم بالفسق فقال : ( إن المنافقين هم الفاسقون ) الفسق الخروج عن طاعة الله إلى معاصيه والإنسلاخ من كل خير ، وهذا التركيب يفيد أنهم هم الكاملون في الفسق والتمرد والإظهار في موضع الإضمار لزيادة التقرير أو للإهانة والتحقير ، فإن الإظهار كما يأتي للتعظيم يأتي للتحقير كما نص عليه بعضهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.