فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَحۡذَرُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيۡهِمۡ سُورَةٞ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلِ ٱسۡتَهۡزِءُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخۡرِجٞ مَّا تَحۡذَرُونَ} (64)

{ يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة } قيل هو خبر وليس بأمر ، وقال الزجاج : معناه ليحذر ، والمعنى على الأول إن المنافقين كانوا يحذرون نزول القرآن فيهم خوفا من الفضيحة ، وعلى الثاني الأمر لهم بأن يحذروا ذلك ، ومعنى عليهم على المؤمنين في شأن المنافقين على أن الضمير للمؤمنين ولا يبالي بتفكيك الضمائر عند ظهور الأمر لعود المعنى إليه . قاله الكرخي ، والأولى أن يكون الضمير للمنافقين أي في شأنهم .

{ تنبئهم } أي المنافقين { بما في قلوبهم } مما يسرونه فضلا عما يظهرونه ، وهم وإن كانوا عالمين بما في قلوبهم فالمراد من إنباء السورة لهم اطلاعهم على أن المؤمنين قد علموا بما في قلوبهم قال قتادة . وهذه السورة كانت تسمى الفاضحة والمبعثرة والمثيرة لأنها فضحت المنافقين وبعثرت عن أخبارهم وأثارتها وأسفرت عن مخازيهم ومثالبهم .

ثم أمر الله رسوله بأن يجيب عليهم فقال : { قل استهزؤوا } هو أمر تهديد أي افعلوا الاستهزاء { إن الله مخرج ما تحذرون } من ظهوره حتى يطلع عليه المؤمنون إما بإنزال سورة أو بإخبار رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك أو نحو ذلك