{ فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم } الإعجاب بالشيء أن تسر به سرور راض به متعجب من حسنه ، قيل مع نوع من الافتخار به واعتقاد أنه ليس لغيره ما يساويه ، وهذا المعنى إنما يناسب في إعجاب الشخص بمال نفسه ، يقال أعجب بماله أو ولده أي فرح به واغتر به ، وما هنا في إعجاب المرء بمال غيره ، والمعنى عليه لا تستحسن ما معهم من الأموال والأولاد ولا تحمدها ولا تخبر برضاك بها فهي استدراج ، وقيل يقال في الاستحسان أعجبني بالألف ، وفي الذم والإنكار عجبت ، وزان تعبت ، وهذا الخطاب وإن كان مختصا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لكن يعم جميع المؤمنين .
{ إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا } بما يحصل معهم من الغم والحزن عند أن يغنمها المسلمون ويأخذوها قسرا من أيديهم مع كونها زينة حياتهم وقرة أعينهم أو بما يلقون في جمعها من المشقة والمتاعب ، وفيها من المصائب ، ومنه قول العرب بلوغ الآمال في ركوب الأهوال .
والمؤمن قد علم أنه مخلوق للآخرة ، وإنه يثاب بالمصائب الحاصلة في الدنيا فلم يكن المال والولد في حقه عذابا في الدنيا ، وأما المنافق فإنه لا يعتقد كون الآخرة له ولا أن له فيها ثوابا فبقي ما يحصل له في الدنيا من التعب والحزن على المال والولد عذابا عليه في الدنيا ، فثبت بهذا الاعتبار أن المال والولد عذاب على المنافق في الدنيا دون المؤمن ، وكذا في الآخرة يعذبهم بعذاب النار بسبب عدم الشكر لربهم الذي أعطاهم ذلك وترك ما يجب عليهم من الزكاة فيها والتصدق بما يحق التصدق به .
وقيل في الكلام تقديم وتأخير والمعنى فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة لأنهم المنافقون فهم ينفقون كارهين فيعذبون بما ينفقون .
{ وتزهق أنفسهم وهم كافرون } الزهوق الخروج بصعوبة والمعنى أن الله يريد أن يزهق أنفسهم ويخرج أرواحهم حال كفرهم لعدم قبولهم لما جاءت به الأنبياء وأرسلت به الرسل ، وتصميمهم على الكفر وتماديهم في الضلالة ، قال الزمخشري : والمراد الاستدراج بالنعم كقوله : { إنما نملي لهم ليزدادوا إثما } كأنه قيل ويريد أن يديم عليهم نعمه إلى أن يموتوا وهم كافرون مشغولون بالتمتع عن النظر للعاقبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.