الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَالَتۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ أَفۡتُونِي فِيٓ أَمۡرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمۡرًا حَتَّىٰ تَشۡهَدُونِ} (32)

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري } قال : جمعت رؤوس مملكتها ، فشاورتهم في أمرها ، فاجتمع رأيهم ورأيها على أن يغزوه . فسارت حتى إذا كانت قريبة قالت : أرسل إليه بهدية فإن قبلها فهو ملك أقاتله ، وإن ردها تابعته فهو نبي . فلما دنت رسلها من سليمان علم خبرهم ، فأمر الشياطين فهيئوا له ألف قصر من ذهب وفضة . فلما رأت رسلها قصور ذهب قالوا : ما يصنع هذا بهديتنا ، وقصوره ذهب وفضة ! فلما دخلوا بهديتها قال : أتهدونني بمال ، ثم قال سليمان { أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين } فقال كاتب سليمان : ارفع بصرك ؛ فرفع بصره . فلما رجع إليه طرفه إذا هو بسريرها { قال نكروا لها عرشها } فنزع عنه فصوصه ومرافقه وما كان عليه من شيء فقيل لها { أهكذا عرشك ؟ قالت كأنه هو } وأمر الشياطين : فجعلوا لها صرحاً من قوارير ممرداً ، وجعل فيها تماثيل السمك فقيل لها { ادخلي الصرح . . . وكشفت عن ساقيها } فإذا فيها الشعر . فعند ذلك أمر بصنعة النورة فقيل لها { إنه صرح ممرد من قوارير ، قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد في قوله { أفتوني في أمري } تقول : أشيروا علي برأيكم { ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون } تريد : حتى تشيروا .