إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَتۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ أَفۡتُونِي فِيٓ أَمۡرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمۡرًا حَتَّىٰ تَشۡهَدُونِ} (32)

{ قَالَتْ } كُررتْ حكايةُ قولِها للإيذانِ بغايةِ اعتنائِها بما في حيزه من قولِها { يا أيها الملأ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي } أي أجيبونِي في أمرِي الذي حَزَبني وذكرتُ لكم خُلاصتَه ، وعبرتْ عن الجوابِ بالفَتوى التي هي الجواب في الحوادث المشكلة غالباً تهويلاً للأمر ورفعاً لمحلهم بالإشعار بأنهم قادرونَ على حلِّ المشكلاتِ المُلمَّةِ . وقولُها { مَا كُنتُ قاطعة أَمْراً } أي من الأمورِ المتعلقةِ بالملكِ { حتى تَشْهَدُون } أي إلا بمحضرِكم وبموجبِ آرائِكم استعطافاً لهم واستمالةً لقلوبِهم لئلاَّ يخالفُوها في الرَّأي والتدبير .