فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَتۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ أَفۡتُونِي فِيٓ أَمۡرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمۡرًا حَتَّىٰ تَشۡهَدُونِ} (32)

{ قَالَتْ يا أيها الملأ أَفْتُونِي في أَمْرِي } الملأ أشراف القوم ، والمعنى : يا أيها الأشراف أشيروا علي ، وبيّنوا لي الصواب في هذا الأمر ، وأجيبوني بما يقتضيه الحزم ، وعبرت عن المشورة بالفتوى لكون في ذلك حلّ لما أشكل من الأمر عليها ، وفي الكلام حذف ، والتقدير : فلما قرأت بلقيس الكتاب جمعت أشراف قومها ، وقالت لهم : يا أيها الملأ إني ألقي إليّ ، يا أيها الملأ أفتوني ، وكرّر " قالت " لمزيد العناية بما قالته لهم ، ثم زادت في التأدب ، واستجلاب خواطرهم ، ليمحضوها النصح ، ويشيروا عليها بالصواب ، فقالت : { مَا كُنتُ قاطعة أَمْراً حتى تَشْهَدُونِ } أي ما كنت مبرمة أمراً من الأمور حتى تحضروا عندي ، وتشيروا عليّ .

/خ40