السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَتۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ أَفۡتُونِي فِيٓ أَمۡرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمۡرًا حَتَّىٰ تَشۡهَدُونِ} (32)

ولما سكتوا عن الجواب { قالت } لهم { يا أيها الملأ } ثم بينت ما داخلها من الرعب من صاحب هذا الكتاب بقولها { أفتوني } أي : تكرّموا عليّ بالإنابة عما أفعله { في أمري } هذا الذي أجيب به هذا الكتاب جعلت الشورى فتوى توسعاً ، لأنّ الفتوى الجواب في الحادثة ، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو في الوصل بإبدال الهمزة واواً ، والباقون بتحقيقها وفي الابتداء الجميع بالتحقيق .

ثم عللت أمرها لهم بقولها { ما كنت قاطعة أمراً } أي : فاعلته وفاصلته غير متردّدة فيه { حتى تشهدون } أفادت بذلك أن شأنها دائماً مشاورتهم في كل جليل وحقير فكيف بهذا الأمر الخطير ، وفي ذلك استعطافهم بتعظيمهم وإجلالهم وتكريمهم ودلالة على غزارة عقلها وحسن أدبها .