فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَتۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ أَفۡتُونِي فِيٓ أَمۡرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمۡرًا حَتَّىٰ تَشۡهَدُونِ} (32)

{ قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري } أي : أشيروا علي وبينوا لي الصواب في هذا الأمر وأجيبوني بما يقتضيه الحزم وعبرت عن المشورة بالفتوى ، لكون ذلك حلا لما أشكل من الأمر عليها ، وفي الكلام حذف ؛ والتقدير : فلما قرأت بلقيس الكتاب ، جمعت أشراف قومها وكانوا ثلاثمائة واثني عشر ، لكل واحد منهم أتباع كثيرة وقالت لهم : يا أيها الملأ إني ألقي إلي ، يا أيها الملأ أفتوني وكرر ( قالت ) لمزيد العناية بما قالته لهم ، ثم زادت في التأدب ، واستجلاب خواطرهم ليمحضوها النصح ، ويشيروا عليها بالصواب ، فقالت :

{ ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون } أي : عادتي وشأني معكم ، أني ما كنت مبرمة وقاضية وفاصلة أمرا من الأمور حتى تحضروا عندي وتشيروا عليّ ؛