الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱلشَّيَٰطِينَ كُلَّ بَنَّآءٖ وَغَوَّاصٖ} (37)

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { رخاء } قال : الطيبة { والشياطين كل بناء وغواص } قال : يغوص للحلية { وبناء } بنوا لسليمان قصراً على الماء فقال : اهدموه من غير أن تمسه الأيدي . فرموه بالفادقات حتى وضعوه ، فبقيت لنا منفعته بعدهم ، فكان من عمل الجن ، وبقيت لنا منفعة السياط ، كان يضرب الجن بالخشب ، فيكسر أيديها وأرجلها ، فقالوا هل توجعنا فلا تكسرنا ؟ قال : نعم . فدلوه على السياط ، والتمويه أمر الجن فموهت عليه ثم أمر به ، فألقى على الأساطين تحت قوائم خيل بلقيس ، والقارورة لما أخرج الأعور شيطان البحر حيث أراد بناء بيت المقدس قال الأعور : ابتغوا لي بيضة هدهد ، ثم قال اجعلوا عليها قارورة ، فجاء الهدهد ، فجعل يرى بيضته وهو لا يقدر عليها ، ويطيف بها فانطلق فجاء بماسة مثل هذه ، فوضعها على القارورة ، فانشقت فانشق بيت المقدس بتلك الماسة والقذافة . وكان في البحر كنز ، فدلوا عليه سليمان عليه السلام ، وزعموا أن سليمان عليه السلام يدخل الجنة بعد الأنبياء بأربعين سنة لما أعطيَ من الملك في الدنيا .