الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦ رُخَآءً حَيۡثُ أَصَابَ} (36)

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن المنذر وابن عساكر عن صالح بن سمار رضي الله عنه قال : بلغني أنه لما مات داود عليه السلام ، أوحى الله تعالى إلى سليمان عليه الصلاة والسلام « سلني حاجتك قال : أسألك أن تجعل قلبي يخشاك كما كان قلب أمي ، وأن تجعل قلبي يحبك كما كان قلب أبي . فقال : أرسلت إلى عبدي أسأله حاجته ، فكانت حاجته أن أجعل قلبه يخشاني ، وأن أجعل قلبه يحبني ، لأهبن له ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده قال الله تعالى { فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب } والتي بعدها مما أعطاه ، وفي الآخرة لا حساب عليه » .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { فسخرنا له الريح . . } قال : لم يكن في ملكه يوم دعا الريح والشياطين .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه قال : لما عقر سليمان عليه السلام الخيل أبدله الله خيراً منها ، وأمر الريح تجري بأمره كيف يشاء { رخاء } قال : ليست بالعاصف ، ولا باللينة بين ذلك . وأخرج ابن المنذر عن الحسن وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { تجري بأمره رخاء } قال : مطيعة له حيث أراد .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله { رخاء حيث أصاب } قال : حيث شاء .

36