الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۚ كُلًّا هَدَيۡنَاۚ وَنُوحًا هَدَيۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِۦ دَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَٰرُونَۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (84)

أخرج ابن أبي حاتم عن أبي حرب بن أبي الأسود قال : أرسل الحجاج إلى يحيى بن يعمر فقال : بلغني أنك تزعم أن الحسن والحسين من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم تجده في كتاب الله ، وقد قرأته من أوله إلى آخره فلم أجده . قال ألست تقرأ سورة الأنعام { ومن ذريته داود وسليمان } حتى بلغ { ويحيى وعيسى } قال : أليس عيسى من ذرية إبراهيم وليس له أب ؟ قال : صدقت .

وأخرج أبو الشيخ والحاكم والبيهقي عن عبد الملك بن عمير قال : دخل يحيى بن يعمر على الحجاج ، فذكر الحسين فقال الحجاج : لم يكن من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم : فقال يحيى : كذبت . فقال لتأتيني على ما قلت ببينة . فتلا { ومن ذريته داود وسليمان } إلى قوله { وعيسى وإلياس } فأخبر تعالى أن عيسى من ذرية إبراهيم بأمه . قال صدقت .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب قال : الخال والد ، والعم ، والد ، نسب الله عيسى إلى أخواله قال { ومن ذريته } حتى بلغ إلى قوله { وزكريا ويحيى وعيسى } .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحاً هدينا من قبل } ثم قال في إبراهيم { ومن ذريته داود وسليمان } إلى قوله { وإسماعيل واليسع ويونس ولوطاً وكلا فضلنا على العالمين } ثم قال في الأنبياء الذين سماهم الله في هذه الآية { فبهداهم اقتده } .