الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَۚ فَإِن يَكۡفُرۡ بِهَا هَـٰٓؤُلَآءِ فَقَدۡ وَكَّلۡنَا بِهَا قَوۡمٗا لَّيۡسُواْ بِهَا بِكَٰفِرِينَ} (89)

أخرج ابن أبي حاتم عن حوثرة بن بشير . سمعت رجلاً سأل الحسن عن قوله { الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوّة } من هم يا أبا سعيد ؟ قال : هم الذين في صدر هذه الآية .

وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله { أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم } قال : الحكم اللب .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { فإن يكفر بها هؤلاء } يعني أهل مكة يقول : أن يكفروا بالقرآن { فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين } يعني أهل المدينة والأنصار .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { فإن يكفر بها هؤلاء } قال : أهل مكة كفار قريش { فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين } وهم الأنبياء الذين قص الله على نبيه الثمانية عشر ، الذين قال الله { فبهداهم اقتده } .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي رجاء العطاردي في قوله { فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين } قال : هم الملائكة .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كان أهل الإيمان قد تبوّأوا الدار والإِيمان قبل أن يقدم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أنزل الله الآيات جحد بها أهل مكة ، فقال الله { فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين } .

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب في الآية قال : إن يكفر بها أهل مكة فقد وكلنا بها أهل المدينة من الأنصار .