تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۚ كُلًّا هَدَيۡنَاۚ وَنُوحًا هَدَيۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِۦ دَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَٰرُونَۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (84)

الآية 84 وقوله تعالى : { ووهبنا له إسحاق ويعقوب } يحتمل ما ذكرنا من رفع الدرجات ما ذكر من هبة هؤلاء . وفيه دليل أن ما يكون له من الفضل في هبة أولاده يكون ذلك في أولاد أولاده .

وقوله تعالى : { كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل } والهداية هدايتان : هداية إصابة الحق وهداية العلم بالحق ؛ وهي هداية البيان ، فهذه الهداية مما يشترك فيها المسلم والكافر جميعا . وأما هداية إصابة الحق فهي خاصة بالرسل والأنبياء والمسلمين . والهداية ههنا هي إصابة الحق لا العلم بالحق لأنهم اشتركوا جميعا في العلم بالحق : [ الكفار والمسلمون ]{[7395]} .

[ وقوله تعالى ]{[7396]} : { ومن ذريته داوود } قيل : ذرية إبراهيم ، وقيل : ذرية نوح ؛ كانوا جميعا من ذرية نوح : إبراهيم ومن ذكر من الرسل .

وقوله تعالى : { وكذلك نجزي المحسنين } أي { وكذلك نجزي المحسنين } بالذكر والشرف والثناء الحسن إلى يوم القيامة كما جزى هؤلاء الرسل بالذكر والشرف والثناء الحسن في ملإ الناس . ويحتمل أن يذكروا في ملإ الملائكة كما ذكروا في ملإ الخلق في الأرض . ويحتمل { وكذلك نجزي المحسنين } في الآخرة بالثواب ورفع الدرجات والجزاء الجزيل . ذكر في فريق أنه كذلك { نجزي المحسنين } .


[7395]:- في الأصل وم: الكافر والمسلم.
[7396]:- ساقطة من الأصل وم.