قوله : { وَوَهَبْنَا لَهُ } معطوف على جملة { وتلك حجتنا } عطف جملة فعلية على جملة اسمية . وقيل : معطوف على آتيناها والأوّل أولى . والمعنى : ووهبنا له ذلك جزاء له على الاحتجاج في الدين وبذل النفس فيه ، و { كُلاًّ هَدَيْنَا } انتصاب { كلاً } على أنه مفعول لما بعده مقدّم عليه للقصر ، أي كل واحد منهما هديناه ، وكذلك نوحاً منصوب بهدينا الثاني ، أو بفعل مضمر يفسره ما بعده { وَمِن ذُرّيَتِهِ } أي من ذرية إبراهيم ، وقال الفراء : من ذرية نوح . واختاره ابن جرير الطبري ، والقشيري ، وابن عطية ، واختار الأوّل الزجاج ، واعترض عليه بأنه عدّ من هذه الذرية يونس ولوطاً ، وما كان من ذرية إبراهيم ، فإن لوطاً هو ابن أخي إبراهيم ، وانتصب { دَاوُدُ وسليمان } بفعل مضمر ، أي وهدينا من ذريته داود وسليمان ، وكذلك ما بعدها ، وإنما عدّ الله سبحانه هداية هؤلاء الأنبياء من النعم التي عدّدها على إبراهيم ، لأن شرف الأبناء متصل بالآباء . ومعنى { من قبل } في قوله : { وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ } أي من قبل إبراهيم ، والإشارة بقوله : { وكذلك } إلى مصدر الفعل المتأخر ، أي ومثل ذلك الجزاء { نَجْزِي المحسنين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.