النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَۚ فَإِن يَكۡفُرۡ بِهَا هَـٰٓؤُلَآءِ فَقَدۡ وَكَّلۡنَا بِهَا قَوۡمٗا لَّيۡسُواْ بِهَا بِكَٰفِرِينَ} (89)

قوله عز وجل : { . . . فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلآءِ فَقَدْ وَكَّلنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ } فيهم خمسة أقاويل :

أحدها : فإن تكفر بها قريش فقد وكلنا بها الأنصار ، قاله الضحاك .

والثاني : فإن يكفر بها أهل مكة فقد وكلنا بها أهل المدينة ، قاله ابن عباس .

والثالث : فإن تكفر بها قريش فقد وكلنا بها الملائكة ، قاله أبو رجاء .

والرابع : أنهم الأنبياء{[913]} الثمانية عشر الذين ذكرهم الله تعالى من قبل بقوله : { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ } ، قاله الحسن ، وقتادة .

والخامس : أنهم كل المؤمنين ، قاله بعض المتأخرين .

ومعنى قوله : { فَقَدْ وَكَّلنَا بِهَا } أي أقمنا بحفظها ونصرتها ، يعني : كتب الله وشريعة دينه .


[913]:- قال النحاس: وهذا القول أشبه بالمعنى لأنه تعالى قال بعد: "أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده".