تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَۚ فَإِن يَكۡفُرۡ بِهَا هَـٰٓؤُلَآءِ فَقَدۡ وَكَّلۡنَا بِهَا قَوۡمٗا لَّيۡسُواْ بِهَا بِكَٰفِرِينَ} (89)

الآية 89 وقوله تعالى : { أولئك الذين آتيناهم الكتاب } قيل : الكتب التي أعطى الرسل { والحكم } قيل : العلم والفقه والفهم ، وقيل : الأحكام التي أعطاهم { والنبوة } هي أنباء الغيب . وقد ذكرنا .

وقوله تعالى : { فإن يكفر بها هؤلاء } قيل : { بها } كناية عن أنباء الغيب والنبوة التي ذكر ، وقيل : { بها } كناية عن الكتب التي أنزلها على الرسل ، وقيل : هي كناية عن الآيات والحجج التي أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقوله تعالى : { فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين } اختلف فيه : قال بعضهم : { فإن يكفر بها هؤلاء } يعني أهل مكة { فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين } [ يعني ]{[7400]} أهل المدينة من الأنصار والمهاجرين ، وهو قول ابن عباس . وقيل : { فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين } يعني من عد من الرسل والأنبياء . وقيل : { فإن يكفر بها هؤلاء } يعني أهل قرابتك{[7401]} وأهل صلتك{[7402]} { فقد وكلنا بها قوما } من غير أهل قرابتك ليسوا بها بكافرين } . وقيل : { فإن يكفر بها هؤلاء } يعني أهل زمانك { فقد وكلنا بها قوما } من تقدمهم من آبائهم وأجدادهم { ليسوا بها بكافرين } . وقيل : { فإن يكفر بها هؤلاء } يعني أهل الأرض { فقد وكلنا بها قوما } يعني أهل السماء { ليسوا بها بكافرين } قال الحسن ، رحمه الله ، { فإن يكفر بها هؤلاء } يعني أمتك فقد وكل الله بها النبيين والصالحين من الأمم الخالية { ليسوا بها بكافرين } [ وهو كما ذكرنا ، والله أعلم ]{[7403]} .


[7400]:- ساقطة من الأصل وم.
[7401]:- من م، في الأصل: قريتك.
[7402]:- في الأصل وم: وصلتك
[7403]:- في الأصل وم: والله أعلم بذلك وهو كما ذكرنا.