فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَۚ فَإِن يَكۡفُرۡ بِهَا هَـٰٓؤُلَآءِ فَقَدۡ وَكَّلۡنَا بِهَا قَوۡمٗا لَّيۡسُواْ بِهَا بِكَٰفِرِينَ} (89)

{ أولئك } أي الأنبياء المذكورون سابقا { الذين آتيناهم الكتاب } أي جنس الكتاب ليصدق على كل ما أنزل على هؤلاء المذكورين ، وليس لكل منهم كتاب فالمراد بإيتاء الكتاب لكل منهم تفهيم ما فيه أعم من أن يكون ذلك بالإنزال عليه ابتداء أو بوارثة من قبله { والحكم } العلم { والنبوة } الرسالة أو ما هو أعم من ذلك { فإن يكفر بها } الضمير راجع إلى الحكم والنبوة والكتاب أو للنبوة فقط .

و { هؤلاء } إشارة إلى كفار قريش بمكة المعاندين لرسول الله صلى الله عليه وسلم { فقد وكلنا بها قوما } أي أرصدنا لها وأعددنا وألزمنا بالإيمان بها قوما .

{ ليسوا بها بكافرين } وهم المهاجرون والأنصار ، والباء زائدة ، قال ابن عباس : فإن يكفر أهل مكة بالقرآن فقد وكلنا به أهل المدينة والأنصار ، وقال قتادة : هم الأنبياء الثمانية عشر ، وقال أبو رجاء العطاري : هم الملائكة ، وفيه بعد ، لأن اسم القوم لا ينطبق إلا على بني آدم ، وقيل هم الفرس ، قال ابن زيد : كل من لم يكفر فهو منهم سواء كان ملكا أو نبيا أو من الصحابة أو التابعين ، والأولى أن المراد بهم الأنبياء المذكورين سابقا لقوله فيما بعد : { أولئك الذين هدى الله }