الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (9)

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله } قال : هم عباد من أمتي الصالحون منهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، وعن الصلاة المفروضة الخمس .

وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من كان له مال يبلغه حج بيت ربه أو تجب عليه فيه الزكاة فلم يفعل سأل الرجعة عند الموت » . فقال له رجل : يا ابن عباس اتق الله ، فإنما يسأل الرجعة الكفار ، فقال : سأتلو عليكم بذلك قرآناً { يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله } إلى آخر السورة .

وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله } الآية قال : هو الرجل المؤمن إذا نزل به الموت وله مال لم يزكه ، ولم يحج منه ، ولم يعط حق الله منه يسأل الرجعة عند الموت ليتصدق من ماله ويزكي ، قال الله : { ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها } .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك في قوله : { لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله } قال : عن الصلوات الخمس . وفي قوله : { وانفقوا مما رزقناكم } قال : يعني الزكاة والنفقة في الحج .

وأخرج ابن المنذر والبيهقي في شعب الإِيمان عن عطاء في قوله : { لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله } قال : الصلاة المفروضة .