فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (9)

{ يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ( 9 ) }

يحذر الله العباد أن تشغلهم رعاية مصالح العيال ، وطرائق تثمير المال ، والاستمتاع بالزخارف عن الوفاء بأمانات الله ، وذكره وعبادته ، فمن أنساه المتاع ما أوجب ربه عليه فقد أهلك نفسه ، وكأنما وتر ماله وأهله ، ولعل من حكمة المولى الخبير أن توعد بالخسران دون تقييد لكي يكون حجة على الغاوين قبل أن يحل بهم البوار في الدنيا ويوم الدين ، وإنها لسنة رب العالمين : { كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون }{[6936]} .


[6936]:- سورة التوبة. الآية 69.