الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ} (7)

وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية { هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا } في عسيف لعمر بن الخطاب .

وأخرج ابن مردويه عن زيد بن أرقم وعبدالله بن مسعود أنهما كانا يقرآن { لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله } .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله : { هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله } قال : إن عبدالله بن أبيّ قال لأصحابه : لا تنفقوا على من عند رسول الله ، فإنكم لو لم تنفقوا عليهم قد انفضوا ، وفي قوله : { يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل } قال : قد قالها منافق عظيم النفاق في رجلين اقتتلا أحدهما غفاري والآخر جهني ، فظهر الغفاري على الجهني ، وكان بين جهينة وبين الأنصار حلف ، فقال رجل من المنافقين : وهو عبدالله بن أبيّ ، يا بني الأوس والخزرج ، عليكم صاحبكم وحليفكم . ثم قال : والله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل : سمن كلبك يأكلك . والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل . فسعى بها بعضهم إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر : يا نبي الله مر معاذاً أن يضرب عنق هذا المنافق . فقال : لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه . وذكر لنا أنه كثر على رجلين من المنافقين عنده فقال عمر : هل يصلي ؟ قالوا : نعم ولا خير في صلاته . قال نهيت عن المصلين ، نهيت عن المصلين ، نهيت عن المصلين .

7