ولما ذكر سبحانه قبائح المنافقين ، رجع إلى خطاب المؤمنين مرغبا لهم في ذكره فقال :
{ يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم } أي لا تشغلكم { أموالكم } بالتصرف فيها ، والسعي في تدبير أمرها بالنماء ، وطلب النتاج ، والاهتمام بها { ولا أولادكم } وسروركم بهم وشفقتكم عليهم ، والقيام بمؤنتهم ، حذرهم عن التشبه بالمنافقين في الاغترار عن أخلاق الذين ألهتهم أموالهم وأولاهم { عن ذكر الله } والمراد بالذكر فرائض الإسلام قاله الحسن ، وقال الضحاك : الصلوات الخمس ، وقيل : قراءة القرآن ، وقيل : الحج والزكاة ، وقيل : إدامة الذكر ، وقيل : هو خطاب للمنافقين ووصفهم بالإيمان لكونهم آمنوا ظاهرا ، والأول أولى .
" عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الآية قال : هم عباد من أمتي الصالحون منهم ، لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، وعن الصلوات الخمس المفروضة " أخرجه ابن مردويه .
{ ومن يفعل ذلك } أي يَلْتَهِ بالدنيا عن الدين ، ويشتغل بها عما ذكر { فأولئك هم الخاسرون } أي الكاملو الخسران في تجارتهم ، حيث باعوا العظيم الباقي بالحقير الفاني .
" وهو عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الدنيا ملعونة : وملعون ما فيها ، إلا ذكر الله وما والاه ، وعالم ومتعلم " ، أخرجه الترمذي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.