الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لَا يَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ أَن يُجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلۡمُتَّقِينَ} (44)

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر } الآيتين . قال : هذا تفسير للمنافقين حين استأذنوا في القعود عن الجهاد بغير عذر ، وعذر الله المؤمنين فقال { فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم } .

وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله . . . } الآيتين . قال : نسختها الآية التي في سورة النور { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله } [ النور : 62 ] إلى { إن الله غفور رحيم } فجعل الله النبي صلى الله عليه وسلم بأعلى النظرين في ذلك ، من غزا غزا في فضيلة ومن قعد قعد في غير حرج إن شاء الله .