جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَا يَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ أَن يُجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلۡمُتَّقِينَ} (44)

{ لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله{[1981]} واليوم الآخر } ، في التخلف كراهة ، { أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم } ، لأنهم يرون الجهاد{[1982]} قربة أو لا يستأذنون في أن يجاهدوا{[1983]} بل يسرعون إلى الجهاد من غير طلب إذن ، { والله عليم بالمتقين } ، فيجازيهم على حسب تقواهم{[1984]} .


[1981]:يعني: أن المخلص الخالص إذا توجه سلطانه وسيده إلى سفر سيما إلى حرب لا يخطر بباله التخلف بل يسرع إلى التجهز فلا يستأذن/ وجيز.
[1982]:يعني: أن يجاهدوا مفعول له بحذف مضاف يعني أن الاستئذان في التخلف لأجل كراهة المجاهدة منتف عنهم/ منه.
[1983]:على هذا الوجه أن يجاهدوا ظرف بحذف حرف الجر والوجه الأول كأنه أولى لأن مقدمه وهو قوله: "أذن لهم" ليس إلا الإذن في التخلف ومؤخره وهو قوله: "إنما يستأذنك" أيضا كذلك فالمناسب أن يكون المتوسط مثلهما/ منه.
[1984]:ومن تقواهم إسراعهم في القربات (وجيز).