فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَيَٰقَوۡمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمۡۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (30)

ثم أكد عدم جواز طردهم بقوله : { ويا قوم مَن يَنصُرُنِي مِنَ الله إِن طَرَدتُّهُمْ } أي : من يمنعني من عذاب الله وانتقامه إن طردتهم ؟ فإن طردهم بسبب سبقهم إلى الإيمان والإجابة إلى الدعوة التي أرسل الله رسوله لأجلها ظلم عظيم ، لا يقع من أنبياء الله المؤيدين بالعصمة ، ولو وقع ذلك منهم فرضاً وتقديراً لكان فيه من الظلم مالا يكون لو فعله غيرهم من سائر الناس . وقوله : { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } معطوف على مقدّر ؛ كأنه قيل : أتستمرون على ما أنتم عليه من الجهل بما ذكر ، أفلا تذكرون من أحوالهم ما ينبغي تذكره ، وتتفكرون فيه ، حتى تعرفوا ما أنتم عليه من الخطأ ، وما هم عليه من الصواب .

/خ34