قوله : { ويا قوم لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى الله } فيه التصريح منه عليه السلام بأنه لا يطلب على تبليغ الرسالة مالاً حتى يكون بذلك محلاً للتهمة ، ويكون لقول الكافرين مجال بأنه إنما ادّعى ما ادعى طلباً للدنيا ، والضمير في عليه راجع إلى ما قاله لهم ، فيما قبل هذا . وقوله : { وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الذين آمَنُواْ } كالجواب عما يفهم من قولهم : { وَمَا نَرَاكَ اتبعك إِلاَّ الذين هُمْ أَرَاذِلُنَا } من التلميح منهم إلى إبعاد الأراذل عنه . وقيل : إنهم سألوه طردهم تصريحاً لا تلميحاً ، ثم علل ذلك بقوله : { إِنَّهُم ملاقوا رَبّهِمْ } أي : لا أطردهم ، فإنهم ملاقون يوم القيامة ربهم فهو يجازيهم على إيمانهم لأنهم طلبوا بإيمانهم ما عنده سبحانه ، وكأنه قال هذا على وجه الإعظام لهم ، ويحتمل أنه قاله خوفاً من مخاصمتهم له عند ربهم بسبب طرده لهم ؛ ثم بين لهم ما هم عليه في هذه المطالب التي طلبوها منه ، والعلل التي اعتلوا بها عن إجابته فقال : { ولكنى أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ } كل ما ينبغي أن يعلم ، ومن ذلك استرذالهم للذين اتبعوه وسؤالهم له أن يطردهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.