{ وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي } الذي أبذله لكم ، وأستكثر منه قياماً مني بحق النصيحة لله بإبلاغ رسالته ، ولكم بإيضاح الحق وبيان بطلان ما أنتم عليه { إِنْ أَرَدْت أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ } وجواب هذا الشرط محذوف ، والتقدير : إن أردت أن أنصح لكم لا ينفعكم نصحي ، كما يدل عليه ما قبله : { إِن كَانَ الله يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ } أي : إن كان الله يريد إغواءكم ، فلا ينفعكم النصح مني ، فكان جواب هذا الشرط محذوفاً كالأوّل ، وتقديره ما ذكرنا ، وهذا التقدير إنما هو على مذهب من يمنع من تقدّم الجزاء على الشرط ، وأما على مذهب من يجيزه ، فجزاء الشرط الأوّل ، ولا ينفعكم نصحي ، وجزاء الشرط الثاني الجملة الشرطية الأولى وجزاؤها . قال ابن جرير : معنى يغويكم يهلككم بعذابه ، وظاهر لغة العرب أن الإغواء : الإضلال ؛ فمعنى الآية : لا ينفعكم نصحي إن كان الله يريد أن يضلكم عن سبيل الرشاد ، ويخذلكم عن طريق الحق . وحكي عن طيّ : أصبح فلان غاوياً : أي مريضاً ، وليس هذا المعنى هو المراد في الآية . وقد ورد الإغواء بمعنى الإهلاك ، ومنه : { فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً } وهو غير ما في هذه الآية { هُوَ رَبُّكُمْ } فإليه الإغواء وإليه الهداية { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } فيجازيكم بأعمالكم إن خيراً فخير ، وإن شرّاً فشرّ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.