فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُۥ لَن يُؤۡمِنَ مِن قَوۡمِكَ إِلَّا مَن قَدۡ ءَامَنَ فَلَا تَبۡتَئِسۡ بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ} (36)

قوله : { وَأُوحِيَ إلى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمن } أنه لن يؤمن في محل رفع على أنه نائب الفاعل الذي لم يسمّ . ويجوز أن يكون في موضع نصب بتقدير الباء : أي بأنه ، وفي الكلام تأييس له من إيمانهم ، وأنهم مستمرّون على كفرهم ، مصممون عليه ، لا يؤمن أحد منهم إلا من قد سبق إيمانه { فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } البؤس : الحزن ، أي فلا تحزن ، والبائس : المستكين ، فنهاه الله سبحانه عن أن يحزن حزن مستكين ؛ لأن الابتئاس حزن في استكانة . ومنه قول الشاعر :

وكم من خليل أو حميم رُزِئته *** فلم أبتئس والرزءُ فيه جليلُ

/خ44